ترامب يفرض تجميدًا جذريًا للقبول: ثورة الهجرة!
أعلن الرئيس ترامب وقفًا جذريًا لقبول المهاجرين من البلدان النامية، مع عواقب بعيدة المدى على الهجرة.

ترامب يفرض تجميدًا جذريًا للقبول: ثورة الهجرة!
انقلبت الساحة السياسية العالمية رأسًا على عقب مرة أخرى: اتخذ الرئيس دونالد ترامب اليوم قرارًا بعيد المدى فيما يتعلق بسياسة الهجرة في الولايات المتحدة الأمريكية. وأعلن على منصته Truth Social عن فرض حظر كامل على قبول الأشخاص من ما يسمى بـ "دول العالم الثالث". وقال ترامب إن هذه الخطوة تهدف إلى منح النظام الأمريكي الوقت الذي يحتاجه للتعافي الكامل والحد من تدفق الأشخاص “غير الشرعيين والمخربين”. ولكن كيف سيتم تنفيذ حظر القبول هذا بالضبط وما هي الدول التي ستتأثر به لا يزال غير واضح في الوقت الحالي. ومع ذلك، فمن الواضح أن مصطلح "العالم الثالث" يعتبر قديما في المناقشة الحالية؛ أصبحت المصطلحات الحديثة مثل "الدول النامية" أو "الدول الناشئة" أو "الجنوب العالمي" أكثر شيوعًا الآن.
ولم يفوت ترامب فرصة نشر ثلاث مشاركات حول موضوع الهجرة في دقائق معدودة، والتي برزت بسبب صياغتها الصارمة. وتشمل رؤيته أيضاً إلغاء جميع «التسجيلات غير القانونية» من ولاية سلفه جو بايدن. ويتحدث الرئيس أيضاً عن "الهجرة العكسية"، وهو مصطلح يرتبط في كثير من الأحيان بالمواقف السياسية المتطرفة. ويشير هذا المفهوم إلى أن ترامب يريد أيضًا تشجيع المهاجرين على العودة إلى بلدانهم الأصلية.
اتجاهات الهجرة في أمريكا
ومن المثير للاهتمام أن الوضع الحالي لا يعكس ردود أفعال السلطات الأمريكية فحسب، بل يؤثر أيضًا على اتجاهات الهجرة في جميع أنحاء أمريكا. ويختار المزيد والمزيد من المهاجرين، وخاصة الفنزويليين، العودة إلى ديارهم بدلاً من البحث عن ثروتهم في الولايات المتحدة. وتصف التقارير الواردة من قناة الجزيرة أن العديد من هؤلاء العائدين يسلكون طرقًا خطيرة مرة أخرى، مثل فجوة دارين بين كولومبيا وبنما. وفي أماكن مثل كابرجانا، على الحدود بين كولومبيا وبنما، تصبح المعضلة واضحة: فالكثير من العائدين لا يحملون وثائق هوية صالحة ويضطرون إلى الإبحار عبر مياه البحر الكاريبي في قوارب خاصة.
وتتنوع أسباب هذه العودة. إن الاضطرابات السياسية والأزمات الاقتصادية في دول مثل فنزويلا تبدد الأمل في حياة أفضل في الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، ألزم الإجراء الأخير الذي اتخذته السلطات الأمريكية أكثر من نصف مليون مهاجر من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا بمغادرة الولايات المتحدة بحلول 24 أبريل/نيسان 2025. ورغم أن المحاكم أوقفت هذا الأمر مؤقتا، فقد بدأ العديد من المهاجرين بالفعل في إعادة النظر بجدية في مستقبلهم، مما عزز اتجاهات العودة.
مستقبل غامض
ومع المتطلبات الأكثر صرامة للدخول إلى الولايات المتحدة الأمريكية، تتغير ديناميكيات الهجرة بسرعة ويمكن أن تؤدي إلى عواقب غير متوقعة. ولا تزال المخاطر التي يواجهها العائدون مرتفعة: إذ لا يتعين عليهم فقط النجاة من المخاطر أثناء رحلة عودتهم، بل يتعين عليهم أيضًا التعايش مع الواقع القاسي والحكومات القمعية في بلدانهم الأصلية. تجمع الإحصائيات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي بيانات مهمة حول اتجاهات الهجرة، وتغطي تحركات الأشخاص الدولية والداخلية. تساهم هذه النتائج حول التركيبة العمرية والجنسية والعرق والأصل العرقي في فهم أفضل لتجارب الهجرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي وقت حيث تتغير الأوضاع السياسية في أمريكا الشمالية وخارجها باستمرار، يبقى أن نرى كيف ستؤثر سياسات ترامب الجديدة على المجتمع على المدى الطويل. إن مخاوف المهاجرين ومصائرهم هي قضية مركزية تحتاج إلى النظر فيها عن كثب بشكل عاجل.
لمزيد من التفاصيل حول اتجاهات الهجرة والتطورات السياسية المرتبطة بها، اقرأ المقالات من البريد الشمالي, الجزيرة وبيانات ال مكتب الإحصاء الأمريكي.